
في كل عام يعود الثالث والعشرون من سبتمبر ليفتح نافذة واسعة على ذاكرة المكان والانسان، حيث تختلط رائحة القهوة بصوت القصيدة، وتتعانق خيوط السدو مع نبض المدن المتطورة.
وفي هذا اليوم، لا نكتفي بالاحتفال، بل نعيد تعريف أنفسنا ونروي للعالم حكاية وطنٍ صيغ مجده بالعمل والحلم، وتتجلى في هذا العام البطولة بشعار اليوم الوطني الـ 95 الذي جاء تحت عبارة ملهمة مكثفة: «عزّنا بطبعنا»، جملة قصيرة لكنها مشحونة بدلالات الكرامة والأصالة والسكينة التي تعرف نفسها دون صخب،، لتكون لافتة مشتركة تتوحد تحتها القطاعات والمؤسسات والأفراد والمجتمع ككل، فتبدو المملكة في يومها الكبير كقصيدة بصرية واحدة ممتدة من البحر إلى البحر.
هذا الشعار الذي يعكس قيم الأصالة والكرم والطموح التي يتحلى بها أبناء المملكة التي كانت دائمًا مصدر فخرنا واعتزازنا. وفي هذا اليوم نستعيد ذكرى توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي أرسى دعائم الوحدة والتماسك، لتنطلق من بعده على يد أبنائه رحمهم الله جميعًا رحلة بناء وتنمية لا تعرف الحدود.
واليوم تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تواصل المملكة مسيرتها نحو المجد مستندة إلى رؤية 2030 التي تجسد طموحات الوطن وأبنائه. هذه الرؤية الطموحة التي يقودها سمو ولي العهد حتى أصبحت خارطة طريق لتحقيق الإنجازات في مختلف المجالات من الاقتصاد إلى الثقافة ومن التعليم إلى التكنولوجيا مما جعل المملكة نموذجًا يحتذى به في التقدم والازدهار.
ففي مجال التعليم حققت المملكة تقدمًا كبيرًا في مؤشر المعرفة العالمي حيث قفزت إلى المرتبة 40 عالميًا مما يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتطوير التعليم كركيزة أساسية لبناء المستقبل.
وفي مجال التكنولوجيا، أصبحت المملكة مركزًا إقليميًا للابتكار حيث احتلت المرتبة 38 عالميًا في مؤشر الابتكار العالمي مما يعزز دورها كقائدة في الثورة الرقمية.
أما على الصعيد الاجتماعي فتجسد المملكة قيم الكرم والأصالة التي يعكسها شعار “عزّنا بطبعنا” حيث تواصل جهودها في تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي من خلال المبادرات المجتمعية والبرامج الثقافية التي تسعى المملكة إلى تعزيزها مما يعزز من تماسك المجتمع ووحدته.
في هذا اليوم الوطني نستعيد ذكرى التضحيات التي قدمها الآباء والأجداد ونستلهم منها القوة والعزيمة لمواصلة مسيرة البناء والتنمية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ونمضي قدمًا نحو مستقبل واعد نفخر فيه بحاضرنا ونستشرق فيه غدنا بكل ثقة وتفاؤل.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهدة الاميرمحمدبن سلمان بن عبدالعزيز
بقلم مدالله بن سالم السنيد