متابعات – إخبارية بوابة وطن :
جاء إعلان نتائج سنوات المراحل الدراسية المختلفة ظهر أمس، الأحد، وبمعدلات نجاح باهرة ليؤكد حقيقتين مهمتين، إحداها؛ دعم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للعملية التعليمية وأطرافها الرئيسية، ما كان له أوقع الأثر في هذه الإرادة وروح الإصرار لمواصلة مسيرة التعليم والتعلم، وبذل الجهود لاستكمال متطلباتها، وبث الطمأنينة لدى الطلاب والدارسين
الأخرى؛ صحة النهج الذي اتبعته المملكة بأجهزتها المعنية، وبخاصة من قبل وزارتي التربية والتعليم وشؤون الإعلام، التي واصلت الجهد بالجهد لتأكيد جاهزيتها واستعداداتها للتعاطي مع مثل هذه الظروف الاستثنائية، ودعم استمرارية العملية التعليمية دون توقف رغم التحديات الصحية التي فرضها انتشار جائحة (كوفيد 19)، ومست بتداعياتها نظم ومرافق التعليم بكل دول العالم تقريبا
وكان سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي، وزير التربية والتعليم، قد اعتمد أمس نتائج المراحل الدراسية المختلفة بنسب نجاح بلغت 97.9% لشهادة الثانوية العامة، و96.5% في التعليم الفني والمهني، و97.8% في المرحلة الإعدادية، مشيدا في الوقت ذاته بكل جهد ساهم في تحقيق هذا النجاح، وتجاوز الأوضاع الصعبة التي مرت بها مسيرة التعليم بالمملكة لأول مرة منذ 100 عام، ما أسهم في أداء أعظم رسالة يمكن أن تؤديها دولة ما، وهي رسالة العلم، ووضع أبنائها على أول طريق المستقبل
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي والعديد من وسائل الإعلام أمس وحتى ظهر اليوم تفاعلا كبيرا بين الطلاب وأولياء الأمور وأعضاء الهيئات الدراسية والإدارية وبعضهم، وحفلت جميعها بأجواء من الفرح والابتهاج بمرور عام دراسي كامل تكلل بالنجاح والتفوق رغم الظروف، فضلا عن تبادل التهاني والتبريكات، ونشر صور المتفوقين والمتفوقات
كما خلصت حسابات وردود أفعال لمواطنين ومقيمين إلى أن هذا النجاح الذي حققته البحرين منذ أن توقفت الدراسة النظامية بسبب جائحة الفيروس في فبراير الماضي وحتى إعلان النتائج بالأمس يعود إلى العديد من العوامل والاعتبارات يقع على رأسها تضافر جميع الجهود وتكاتفها من أجل تزويد الطلاب بالكفايات التعليمية المطلوبة، مثمنين التوجيهات السامية بتذليل أي عقبات يمكن أن تعترض سبيل استكمال الطلاب لدروسهم
وكانت التجربة البحرينية لتغطية الدروس المتبقية في الفصل الدراسي الثاني من العام 2019 2020 قد قدمت العديد من الدروس المستفادة، ويأتي على رأس هذه الدروس الدعم اللانهائي واللا محدود لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي كان قد وجه جلالته كلمة لأبنائه الطلاب منتصف شهر إبريل الماضي للشد على أياديهم وطمأنتهم وبثت الأمل والطمأنينة في صدور الجميع، وجاءت هذه الكلمة في وقتها تماما، وشدت من أزر كل أطراف العملية التعليمية سواء كانوا طلابا أو مدرسين، وذلك في وقت كانوا في أشد الحاجة إليه للاطمئنان على مشوارهم العلمي
وعُدت هذه الكلمة بمثابة إعلان سام بالأولوية القصوى التي يحتلها التعليم في المملكة، التي لن تتوانى عن بذل الغالي والنفيس لتثبيت موقع البلاد المتقدم في مؤشرات التقارير الدولية الخاصة بالتعليم، واتخاذ كل ما يلزم لتزويد أبنائها الطلاب بما يحتاجونه لمواكبة مستجدات العالم الحديث، سيما أنهم عماد الوطن ومقوم نهضته الأساسي واستثمارها الحقيقي لمجابهة المستقبل
وتأكد هذا المعنى بجلاء في مناسبتين إضافيتين، الأولى مع الكلمة التي وجهها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة لخريجي المدارس الحكومية والخاصة في الـ 10 من يونيو الجاري، وأكد فيها سموه أهمية إنجازهم ومثابرتهم ومواصلة مسيرتهم العلمية المظفرة رغم الظروف
والثانية كانت في اللقاء الذي جمع سمو الشيخ ناصر أيضا مع عدد من الطلبة والطالبات المتفوقين عبر الاتصال المرئي مساء أمس، وهنأهم فيه بنجاحهم الباهر، الذي يعد ذخرا للبلاد، مقدرا سموه الجهود التي بذلوها ليس فقط من أجل مواصلة تحصيلهم العلمي بالرغم من الظروف الاستثنائية الراهنة التي مرت بالبلاد والعالم أجمع، وإنما من أجل هذا التفوق الدراسي الذي تحقق ومعدلات النجاح الباهرة التي ارتقوا إليها
وتعكس هذه التجربة التعليمية الجديدة التي عاشتها مملكة البحرين ومعدلات النجاح العالية المحققة وزيادة عدد المتفوقين الذين حصلوا على تقدير 95% فأكثر عدة دلالات مهمة، منها؛ أن البحرين كانت سباقة في التجهيز لتجربة التعليم الإلكتروني، وعلى استعداد للتعامل مع أي ظروف طارئة، وذلك بفضل مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل الذي بدأ عام 2005 وبرنامج التمكين الرقمي في التعليم، ما كان له أكبر الأثر في توفير البنى التحتية الرقمية اللازمة للتعليم عن بعد
وحظيت الخدمات المقدمة عبر البوابة التعليمية الرقمية لوزارة التربية والتعليم، التي تضم 358 كتابا مدرسيا و970 وحدة تعلم والفصول الدراسية المرئية التي انتظمت عبر التعاون مع وزارة شؤون الإعلام، فضلا عن برنامج (التيمز) وقنوات (اليوتيوب)، باهتمام وتقدير كبيرين ليس فقط من جانب الطلاب والدارسين وأولياء الأمور، وإنما من جانب المختصين أيضا الذي اعتبروا أن تجربة البحرين الجديدة في مجال التعليم الرقمي تجربة جديدة ومهمة وذات قيمة مضافة سيستفاد بها مستقبلا
والمعروف أنه قد اُفتتح قبل عدة أيام استديو تلفزيوني مجهز بإحدى المدارس، وذلك لتصوير الحصص التعليمية المتلفزة، وبهدف تعزيز الخدمات التعليمية الرقمية وبتعاون مع وزارة شؤون الإعلام، وهو ما يضاف إلى نجاحات مشروعات التمكين الرقمي الأخرى من قبيل تطبيق تقنية المختبرات الافتراضية لمادتي العلوم والرياضيات، وغيرها