متابعات – إخبارية بوابة وطن :
تبحث بريطانيا تخفيف شروط الحجر الصحي الإجباري على زوارها، فيما عبر مسؤولون صحيون عن قلقهم من تداعيات «غزو» حشود من الناس شواطئ البلاد على الوضع الوبائي.
وسجلت بريطانيا 186 حالة وفاة بـ«كوفيد – 19»، ما رفع إجمالي الوفيات إلى 43 ألفا و414. وحوالي ألف إصابة جديدة، بما يقرب إجمالي الحالات إلى 310 آلاف. وقال وزير البيئة البريطاني، جورج يوستيس، أمس إن بلاده تعمل على خطة لتخفيف إجراءات الحجر الصحي المفروضة على القادمين من الخارج من بعض الدول التي يعتبر خطر العدوى بفيروس كورونا المستجد فيها «أقل». وأضاف لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «أعلم أن غرانت شابس، وزير النقل يولي هذا الأمر اهتماما كبيرا ليتسنى ربما البدء في تخفيف بعض شروط الحجر الصحي، التي نطبقها، مع دول معينة يعد مستوى الخطر فيها منخفضا». وتابع قائلا: «لا أعلم متى بالضبط. سيتم إعلان المزيد من المعلومات، لكنني أعلم أنه أمر تعمل عليه الحكومة… أعلم أنه محل بحث».
وتستعد بريطانيا لتوسيع فتح الأنشطة الاقتصادية في 4 يوليو (تموز)، فيما يجدد مسؤولو الصحة ومستشارو الحكومة تحذيرهم من ارتفاع جديد في الإصابات مع احتشاد آلاف البريطانيين في شواطئ البلاد. ودفعت موجة الحر في أوروبا أعدادا كبيرة من البريطانيين إلى «غزو» الشواطئ في اليومين الماضيين، ما دفع السلطات المحلية إلى استدعاء الشرطة لتفريقهم فيما لا يزال فيروس كورونا المستجد متفشيا في البلاد.
وقالت ماغدا بيويك في مدينة ساوثند – أون – سي الساحلية شرقي إنجلترا، لوكالة الصحافة الفرنسية: «التشمس أمر جيد والأطفال يلهون في المياه، إنه يوم جميل. أنا عاطلة عن العمل حاليا، فماذا يمكنني أن أفعل غير ذلك؟».
وفي مواجهة الحشود المتجمعة على الشواطئ رغم توصياته، أعلن مجلس مدينة بورنموث الساحلية في جنوب البلاد، «حدثا كبيرا»، ما أدى إلى تدخل منسق بين الشرطة وخدمات الإنقاذ. وفي بيان صحافي، استنكر المجلس البلدي الموقف «غير المسؤول» و«الصادم» للمواطنين. وبحسب قوله، كان على السلطات المحلية تحرير أكثر من 500 مخالفة ركن سيارات في أمكنة ممنوعة وسجلت مخالفات قواعد منع التخييم، كما واجهت «عنفا كلاميا» من بعض رواد الشواطئ. كما تم جمع أكثر من 33 طنا من النفايات على الساحل صباح الخميس، وفق الوكالة الفرنسية.
من جهتها، كتبت رئيسة مجلس المدينة فيكي سليد في البيان: «لسنا في وضع يسمح لنا باستقبال هذا العدد الكبير من الزوار في الوقت الراهن (…). يرجى عدم المجيء، لسنا مستعدين لاستقبالكم». ويوصي مسؤولو الصحة حاليا بإبقاء مسافة مترين بين الأشخاص لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 43 ألف شخص في المملكة المتحدة، وهو أكبر عدد من الوفيات في أوروبا. وسيتم خفض تلك المسافة إلى متر واحد للسماح بإعادة فتح المطاعم ومحلات مصففي الشعر ودور السينما في الرابع من يوليو، لكن شرط أن تتخذ تدابير للحد من أخطار العدوى، مثل استخدام معدات الحماية الخاصة واعتماد أنظمة تهوية.
وقال سام دي ريا، وهو مسؤول في الشرطة المحلية: «ما زلنا في قلب أزمة صحية وكثير من الأشخاص الذين يزورون منطقتنا يزيدون الضغط على خدمات الطوارئ لدينا». تعتقد ماغدا بيويك أن البالغين يحترمون «التباعد الاجتماعي بقدر ما يستطيعون»، لكن «الأطفال هم المشكلة الفعلية. إنهم لا يدركون مدى خطورة ذلك عليهم وعلى أفراد أسرتهم». وتأثر جزء كبير من أوروبا هذا الأسبوع بكتلة هواء حار من أفريقيا مع تجاوز درجات الحرارة 30 درجة مئوية في الدول الإسكندنافية.