لم يكُن هذا اليوم يومًا عاديًا على هذا الوطن، بل لحظة فارِقة في تاريخه؛ فهو ليس مُجرّد ذكرى لحدث تاريخي؛ بل هو يوم عظيم وذكرى خالدة تتجدّد في قلوبِنا كُلَّ عام، وهو اليوم الذي تمَّ فيه توحيد أجزاء هذه البلاد المتناثِرة مُنذ أربعةٌ وتسعينَ عام تحت إسم “المملكة العربية السعودية” على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- بعد سلسلة طويلة من المعارك والتحدّيات؛ وهو مُناسبة ليست للإحتفال فقط، إنمّا أيضًا هو يوم للفخر والإعتزاز بالإنجازات المُمتدّه من ماضي الأجداد حتى حاضِر الأحفاد الذي تعيش فيه المملكة العربية السعودية اليوم تقدمًا وإزدهارًا سياسيًا وإقتصاديًا تُنافس به كُبرى الدول.
هذا اليوم الذي سُطِّر بسيرة عريقة كتبها رجالٌ عِظام إستطاعوا فيها ببطولاتِهم وشجاعتهُم وإصرارِهم على تجسيد الحُلم إلى واقع، وتوحيد هذه البلاد، حتى أصبحت هذه الأرض بمثابة البيت الواحد الذي جعل كافة أبنائُه بإختلافِهم مجتمعون على الحُب والولاء لهذا الوطن، مساهمين كُلاً بحسبِ عَملِه وعِلمِه في سبيل رِفعتةِ وإزدهارِه، تحت قيادة خادِمِ الحرمين الشريفين وولي عهده حفِظَهُم اللَّه.
هذا الوطن العظيم الذي نجتمع على حُبّه اليوم وكل يوم، وندينُ له بالولاء والإنتماء هو ليس مُجرد حدود ترابيّة فقط، بل هي قصة كُل فرد فينا، هي الأرض التي إحتضنت طفولتنا، والمكان الذي شهِد أحلامُنا وتطلعاتُنا، هو البيت الكبير الذي يجمعُنا جميعًا كسعوديين تحت سماء واحِدة، هو الروح الواحدة التي نتشاركُها جميعًا كمواطنين، هو الأمان الذي نعود إليه مهما إبتعدنا، والحُضن الذي يحتضِنُنا مهمّا ساءت الظروف، وتغيرّت الأحوال؛ الوطن هو تاريخُنا المُمتد، هويتُنا الراسخة، الحُلم الذي نحمِلُه للمستقبل، فنراهُ شامخًا، نابضًا بالحياة، وقويًا لا يُكسر.
نعم نفتخر اليوم وكل يوم بهذا الوطن العظيم، ونحتفل بإنتصارات وإنجازات الأجداد المُمتدة حتى اليوم، ونتطلع بثقة إلى المستقبلٍ المُشرِق الذي يكون فيه هذا الوطن قائمًا بسواعِد أبنائه، مزدهرًا برؤيته، مُلهمًا لأجياله، ورحِم اللَّه مؤسِسُها وبَطلُها الأول الذي قامت على يده هذه الدولة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي وعد فأوفى حين قال” سأجعل منكم شعبًا عظيمًا، وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيرًا من تلك التي عرفها أجدادُكم” ودأب على تحقيق ذلك الوعد وأكمل المسيرة من بعده أبنائه وأحفادُه المخلصين الذين حملوا الأمانة وقادوا هذه الدولة بكل جدارة نحو بَرّ الأمان والنمو والإزدهار من أجل تنمية البلاد ورِفعة الإنسان، حتى جعلوا من تلك الكلمات واقعًا نعيشُه اليوم؛ فبارَك اللَّهُ بِمَن يقودُ هذه البلاد، ومن يعملُ لأجلِها، ولأجلِ إزدهارها ونهضتها.
وكُلَّ عام والمملكة العربية السعودية شامخة في عِزّة وتمكين في ظل قائد مسيرتُنا وحامي بلادُنا ومصدر فخرُنا خادم الحرمين الشريفين ووليّ عهده.
دُمتم بخير وحُب لهذا الوطن العظيم.