مرَّ التعليم في المملكة العربية السعودية بمراحل عديدة من التطوير حتى وقتنا هذا ومازال التطوير مستمر في ظل رؤية واضحة وخطىً ثابتة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله و ومتابعة و تخطيط ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله
فلنستعرض أولًا ما كانت عليه المملكة قبل العهد السعودي فقد كان هناك ثلاثة أنماط للتعليم
١-التعليم في المساجد وفي مقدمتها الحرمين الشريفين تؤدي رسالة التربية والتعليم إلى جانب العبادة، فتقوم بتدريس القرآن الكريم، ومبادئ الكتابة والقراءة، وأمور الدين.
٢-التعليم في الكتاتيب وهي مؤسسات تربوية إسلامية قديمة، وظيفتها تعليم الأطفال القرآن الكريم، والعلوم الدينية، ومبادئ القراءة والكتابة، والحساب، وكانت تعتمد على الترديد والحفظ عن ظهر قلب.
٣-التعليم في المدارس كان باللغة التركية في الحجاز وأشرفت عليه الدولة العثمانية، حتى استبدل بها الشريف الحسين بن علي مدارس عربية يرى الباحثون أنها كانت أقرب إلى الكتاتيب. كما تضافرت جهود الأهالي لافتتاح مدارس أهلية للبنين والبنات، وقد كانت تلك المدارس تسير وفق أنظمة اجتهادية وضعتها الهيئة المشرفة عليها، ولا يربطها منهج أو تشرف عليها إدارة معينة.
ثانيًا التعليم في العهد السعودي
كانت خطوات التوحيد في العهد السعودي مصحوبة بجهود حثيثة لدعم عناصر التنمية ومتطلباتها التي يقع التعليم على رأس قائمتها، فانطلق التعليم النظامي بعد دخول الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ إلى منطقة مكة المكرمة، حيث أصدر قرار إنشاء (مديرية المعارف العامة) في عام 1344هـ. وقد تولّت المديرية ـ آنذاك ـ أمر رعاية المدارس القائمة، والارتقاء بمستوى التعليم فيها، بالإضافة إلى تعميم التعليم وإتاحته للجميع بتأسيس مدارس جديدة تضم مختلف المراحل الدراسية للبنين. وقد كان التعليم الابتدائي مجانياً وإلزامياً.
ومنذ انطلاقة خطط التنمية الشاملة للمملكة في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه – صدرت وثيقة (سياسة التعليم) عام 1390هـ كإعلان رسمي من الدولة يفصل الأسس والمبادئ التي يرتكز عليها مسار النظام التعليمي. كما تأسست مراحل التعليم الأولى للبنات والبنين بمبادرات أهلية متبوعة برعاية وتطوير الدولة، وتم في عام 1395هـ تأسيس (وزارة التعليم العالي) لتتولّى الإشراف على جامعات ومعاهد وكليات التعليم العالي القائمة، وتواصل افتتاح صروح التعليم العالي بمختلف مناطق المملكة.
أمّا الملك فهد بن عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ (وهو أول وزير للمعارف)، فقد واصل دعمه للمؤسسات التعليمية التي نجحت باستيعاب الزيادة في كم الملتحقين بها، واتّجهت إلى تطوير برامجها وأدواتها لتحسين مخرجاتها. وفي عام 1418هـ وافق مجلس التعليم الأعلى على تمكين القطاع الأهلي من إقامة مؤسسات تعليم عالٍ لا تهدف إلى الربح. كما صدر الأمر الملكي في عام 1424هـ بدمج (الرئاسة العامة لتعليم البنات) مع (وزارة المعارف)، وتعديل مسمّاها ليصبح (وزارة التربية والتعليم)، على أن يكون لوزير التربية والتعليم نائبان: أحدهما لتعليم البنات، والآخر لتعليم البنين.
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – شهد التعليم السعودي نقلة هامة، تجلّت بتخصيص ربع حجم ميزانية الدولة لقطاع التعليم، وبإنفاق يصل إلى 97 مليار ريال، مع توجيه حوالى 18 مليار ريال منها للتعليم العالي، ورصد مبالغ إضافية للتوسّع في برامج الابتعاث للخارج في تخصصات تنموية. كما تم إطلاق وتفعيل مشروع الملك عبدالله لتطوير المناهج، وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، وتحسين البيئة التربوية وبرامج النشاط اللامنهجي.
أما في وقتنا الحاضر في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله فقد بدت رؤية واضحة مستقبلية للتعليم تحقق التوازن بين مخرجات التعليم و سوق العمل بما يتوافق مع رؤية المملكة ٢٠٣٠
ويرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن التعليم ركيزة أساسية تتحقق بها تطلعات شعوب أمتنا الإسلامية نحو التقدم والازدهار والتنمية والرقي الحضاري في المعارف والعلوم النافعة والشباب هم أمل الأمة وعدة المستقبل.
كما يؤكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن “طموحنا هو أن نكون ضمن أفضل 30 إلى 20 نظامًا تعليميًّا ونملك كل شيء لتحقيق ذلك”
ويتحقق ذلك في إطار تخصيص النصيب الأكبر من ميزانية الدولة حيث ظفر قطـاع التعليـم العام والتعليـم العالي وتدريـب القـوى العاملـة بحصة كبيرة من الإنفاق بحوالـي 193 مليـار ريـال أي ما يشكل 17% من ميزانية السعودية 2019.
أما مستقبلاً فقد تضمنت رسالة رؤية السعودية للتعليم مستقبليًا و حتى حلول العام 2030 على العديد من الأهداف التي تسعى المملكة لتحقيقها خلال هذه الفترة ، و هي :
– توفير فرص التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة في ضوء السياسة التعليمية للمملكة .
– رفع جودة مخرجات التعليم .
– زيادة فاعلية البحث العلمي .
– تشجيع الإبداع و الإبتكار .
– تنمية الشراكة المجتمعية .
– الإرتقاء بقدرات و مهارات منسوبي التعليم .
– أيضا سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل .
– تطوير التعليم العام و توجيه الطلاب نحو الخيارات الوظيفية و المهنية المناسبة .
– إتاحة الفرصة لإعادة تأهيل الطلبة و المرونة في التنقل بين مختلف المسارات التعليمية .
بارك الله جهود الدولة و مليكها الملك سلمان بن عبد العزيز ووفقه لما فيه الخير لوطننا الغالي
عبد الله بن سليمان الرويلان
رئيس مجلس إدارة مدارس نبراس القريات الأهلية