متابعات – إخبارية بوابة وطن :
ما بين أزمات داخلية وتآكل في شعبية النظام التركي وانشقاقات في حزب العدالة والتنمية الحاكم وانهيار اقتصادي، وتفكك في السياسة الخارجية واتهامات بدعم جماعات إرهابية وتدخلات في شؤون الدول الأخرى وخلافات عميقة مع دول إقليمية ودولية، يعيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فترة صعبة من حكمه الذي امتد لسنوات.
وتوقع خبراء وباحثون أتراك وعرب في تصريحات لـ«الاتحاد» دخول نظام الرئيس التركي في أزمة حادة قريباً في ظل هذه التحديات التي يواجهها وفشله في محاولة الخروج منها.
وقال المحلل السياسي التركي جودت كامل إن المشكلة الأساسية لأنقرة هي تدخلها في أمور لا تخصها من بينها سوريا التي تتدخل في شؤونها بقوة بذريعة مواجهة الحزب الكردستاني التي تزعم أن القوات الكردية هي امتداد له، لافتاً إلى أن النظام التركي هو من سمح لعبور القوات الكردية من شمال العراق عبر تركيا إلى شمال سوريا عبر رحلات وغيرها من الطرق ما بين 2012 إلى 2013.
وقال إنه إذا ما حاول البعض تفهم ما حدث في الشمال السوري، فمن المفترض ألا تكون هنالك أي علاقة بدولة ليبيا وخاصة في ظل عدم وجود حدود مشتركة بين الدولتين.ومن جانبه، قال يافوز آجار، المحلل السياسي التركي، إن أردوغان يواجه الكثير من التحديات في الداخل والخارج، مشيراً إلى عدم وجود مؤسسة رسمية تتبنى آراء وتوجهات الرئيس التركي.
وشدد على أن النظام التركي انحرف عن المسار الصحيح وخرج عن القانون الدولي ويسعى لخلق نفوذ في المنطقة عبر أساليب مارقة، مشيراً إلى أنه مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة بالتزامن مع تداعيات فيروس كورونا سيضطر النظام التركي إلى تقييد أنشطته في المنطقة، موضحاً أن الأزمة الاقتصادية والمعارضة الداخلية والخارجية تشكل عقبات كبيرة أمام أردوغان.
وأشار يافوز إلى أن الأحزاب الجديدة المنشقة عن أردوغان مثل حزبي داوود أوغلو وعلي باباجان، توجه لها مؤيدو أردوغان بالفعل.
ومن جانبه، أشار محمد عبدالقادر، الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إلى أن أردوغان يواجه أزمات كبيرة في المنطقة العربية وأن أحلامه ستتحول إلى عدو له بعد استخدامه أدوات غير شرعية واستغلاله للتناقضات الدولية في المنطقة لتحقيق مكاسب، وذلك بعد استعانته بجماعات المرتزقة واستمراره في استخدام هذه التوليفة لن يدوم خاصة وأنها باتت تمثل تهديداً على مصالح أطراف دولية وإقليمية.
وأشار كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إلى صعود نجم المعارضة التركية التي أصبحت أكثر انفتاحاً على الشعب، لافتاً إلى أن المعارضة بدأت تفرز نجوماً جدداً واستطاعت أن تغير المشهد السياسي.
ولفت إلى أن قائمة الضغوط تتضمن فشل النظام التركي في التحايل على الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا منذ 3 سنوات، بداية من معدل البطالة الذي وصل إلى 15% ومعدل تضخم أكثر من 16%، وارتفاع في أرصدة الديون الخارجية.