متابعات – إخبارية بوابة وطن :
تغيّر مفهوم حفلات الزواج في السعودية، بعد الإجراءات الوقائية المتبعة تحرزاً من فيروس «كورونا» المستجد، حيث يلقي مفهوم «الزواج العائلي» رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة، وهو مسمى لحفلات الزفاف المختصرة، التي تقتصر على عدد محدود من أقارب العروسين، ويعزز من هذا الاتجاه البروتوكولات الجديدة التي أعلنتها وزارة الداخلية أول من أمس، لقاعات الأفراح والمناسبات، وتضمنت «ألا يتجاوز عدد الحضور 50 فرداً، وألا يتجاوز الوقت أكثر من خمس ساعات».
ولا تقتصر مكاسب حفلات الزواج العائلي على كونها أكثر أمناً لصد انتشار عدوى «كورونا»، بل تمتد فوائد هذا الاتجاه في أنه يقلّص من المصروفات مقارنة بحفلات الأعراس بشكلها الاعتيادي السابق، ذات التكاليف الباهظة، والولائم الممتدة، والأعباء المالية التي كثيراً ما كان يشكو منها المقبلون على الزواج.
ويصف الدكتور محمد العبد القادر، الأمين العام لجمعية «وئام» للتنمية الأسرية بالدمام، الزواج العائلي المختصر في هذا التوقيت، بأنه «عين العقل وفي صميم مصلحة الشاب والفتاة». ويضيف «تعلمنا من (كورونا) ما هو الأساسي في حياتنا وما هو غير ذلك، وكم سيوفر الشاب من المال والراحة النفسية وخفة الأعباء التنظيمية، بل وحتى رضا الناس القريب منهم والبعيد؛ حين يبتعد عن الدعوة المباشرة لحضور حفل الزفاف الذي يكلفه ويكلفهم أموالاً، وقد يضطر البعض إلى الاقتراض كي يظهر بشكل يليق بمكانته الاجتماعية».
وتتفق معه نجوى فرج، الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى قوى الأمن بالرياض، موضحة تغيّر مفهوم الزواج في الآونة الأخيرة، بالقول «بات المجتمع والشباب يعون الظروف التي نمر به جميعاً بسبب فيرس كورونا». وعلى الرغم من أن حفل الزفاف هو بمثابة حلم العمر للفتيات، كما تفيد فرج، إلا أنها تضيف «الملاحظ أن شريحة كبيرة من مجتمعنا تنازلت عن هذا الحلم، والاستفادة بمبالغه المالية عن اقتناع».
وتؤكد الاختصاصية الاجتماعية لـ«الشرق الأوسط» على وجود عائلات استفادت من هذه الظروف عن طيب خاطر واكتملت فرحتهم بزواج أبنائهم بشكل عائلي مختصر، إلا أنها تشير إلى أهمية أن يكون كل من العريس والعروس مقتنعين بهذه الخطوة، وهو ما ترجعه في نهاية الأمر للحرية الشخصية.
وأثّر اختصار حفلات الزفاف على عدد محدود من المدعوين في آلية عمل محال تجهيز الحفلات، التي قلّصت بدورها من كمية الطلبات، كما توضح منال الغامدي، وهي متخصصة بتصنيع توزيعات الأعراس، قائلة «سابقاً كنا نرفض تسلم الطلبية التي تقل عن 100 حبة، لكن الآن رفعنا الحد الأدنى إلى 50 حبة»، مشيرة إلى أن البساطة وعدم التكلف هي السمة الأبرز للطلبيات مؤخراً.
جدير بالذكر، أن وزارة الداخلية السعودية أعلنت مساء الأول من أمس، عن مزيد من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، التي تقتضيها متطلبات عودة الأوضاع العامة لطبيعتها للحد من انتشار «كورونا».