متابعات – إخبارية بوابة وطن :
«طائرة أبها» التي تعتلي جبل أم الركب (شمالي مدينة أبها) حظيت عند مجيئها محمّلة على شاحنات من المدينة المنورة، قبل 80 شهراً تقريباً، بهالة إعلامية كبيرة، أملاً في إنشاء مشروع سياحي «مطعم الطائرة»، ويبدو أن مصير المشروع ما زال معلقاً ومرتبطاً بما يقرره أحد المستثمرين. وطبقاً لمصدر مطلع في أمانة عسير، فإن استثمار الطائرة كمطعم سيكون بيد مستثمر، وما يراه مناسباً تجاهها. وفي وقفة «عكاظ» أمس، على قمة الجبل، لاحظت انبعاث روائح كريهة من مردم نفايات على مساحة كبيرة قرب الجبل، فيما تصدر أصوات الكلاب من كل جهة، فضلاً عن الأعشاب والحشائش البرية النابتة على طبقات الإسفلت الموصلة لموقع الطائرة مع تناثر النفايات على امتداد طريقها، فيما شُوّهت الطائرة المتهالكة بالكتابات العشوائية. الطائرة من نوع جامبو (747)، رابضة في الموقع، مجسدة حالة الإحباط بين أهالي عسير الذين رسموا آمالاً عريضة لإنشاء مشروع سياحي استثنائي لم يتحول إلى واقع خلال تلك السنوات، ما أصاب الأهالي بخيبة أمل، وهم يرون المشروع يموت في المهد. وكان المشروع الاستثنائي انطلق من المدينة المنورة، واستنفد الفنيون وقتها عدة أسابيع، لتفكيك الطائرة، قبل نقلها إلى مدينة أبها عبر شاحنات، ولاقى ذلك عواصف ناقدة حينها استمرت سنوات، وسط انتقادات من مدن ومحافظات ومراكز إدارية لإلحاق الطائرة المشحونة أضرارا بالمجسمات الجمالية وخطوط الكهرباء قبل أن تهبط على قمة الجبل.
يُشار إلى أن أمين منطقة عسير الدكتور وليد الحميدي، وقّع قبل عدة أيام، عقداً استثمارياً بقيمة 15 مليون ريال مع إحدى الشركات الوطنية المتخصصة لإنشاء وتشغيل حديقة شمال أبها (الطائرة)، موضحاً أن الأمانة تهدف لرفع حجم استثماراتها وإيراداتها وفقاً لرؤية الأمانة، وتماشياً مع توجيهات وزارة الشؤون البلدية والقروية التي تهدف لتوفير الخدمات البلدية بالسرعة والكفاءة العالية، منوهاً إلى أن الأمانة وكافة بلدياتها تسعى خلال الفترة الحالية إلى طرح المزيد من المواقع الاستثمارية أمام رجال وسيدات الأعمال. وما يبقى مطروحاً للتساؤل: هل سيتم استثمار الطائرة كمطعم وفق ما جلبت من أجله؟ أم أن مصيرها بيد المستثمر يتصرف فيها كيفما يشاء؟ وسط تعليقات من مخاوف تفكيكها كسكراب.