هزاع أبو الريش – متابعات-(أبوظبي)
أوضح الكاتب وهيب سعيد الكمالي، أنه في الأزمات تحصد العقول مبتغاها، وفي الأحداث الجسيمة تبين المواقف، وفي هذه الأزمة التي تشهدها المنطقة بشكل عام، والدولة بشكل خاص، أثبت المجتمع المحلي أنه قادر على التصدي لمثل هذا الوباء بثقافة رصينة، ووعيٍ حصين مليء بالتطلعات الصادقة، والآمال المشرقة المستنيرة، ولا شك في أن الانفتاح الفكري والوعي بأهمية التعليمات والتوجيهات المتعلقة بالفيروس وأمن المجتمع وأمانه أبرزا هذه الثقافة الإيجابية التي لمسناها بالتجربة الحيّة في ظل الأزمة، بينما دفعت شعوب أخرى لم تتقيّد بأبسط الأوامر والتعليمات ثمناً فادحاً، وهذا ما جعل الخسائر في بلدانهم لا تعد ولا تحصى. إن الثقافة المجتمعية النابعة من وعيٍ جازم وفكرٍ حازم، تمكّن المجتمع من تخطي المرحلة الراهنة من دون أي خسائر جسيمة، كونه قادراً على الانضباط والتأقلم مع الظروف والأوامر الموضوعة من الجهات المعنية. ويؤكد الكمالي أن ما نشاهده من التزام ووعي هو حصاد لثقافة زرعت منذ قيام الاتحاد، كانت هذه البذرة طوال الوقت تسقى بماء المكرمات وسجايا الأفئدة العذبة الصافية، وهذا ما تعكسه اليوم تلك الأوراق الوارفة التي تظلل أفكار المجتمع، وتجعله قادراً على التناغم مع القيادة، عازفاً معها سيفونية الوجود، وأيقونة الحياة.
وتابع الكمالي: الثقافة ليست محصورة على الكتاب والأدباء والمثقفين، بل الثقافة ضوء يسطع على جبين الحياة، ليقتبس منه الجميع، فالثقافة كينونة الإنسان وصيرورته الكامنة، والقوة التي يستطيع من خلالها التغلب على كل التحديات والظروف الحياتية الصعبة. من هنا نتلمس قيمة الثقافة، ومن المجتمع الإماراتي مواطنين أو مقيمين، نشعر بجمالية الكمال الفكري والاتزان العقلي والثقافة التي ترسم أمامنا خريطة طريق الإنسانية التي تبشر بالخير.