وأعلنت سلطات المدينة عن 31 حالة الأربعاء، فيما حضّ مسؤولون السكان على عدم مغادرة بكين، وسط مخاوف من موجة ثانية من الإصابات في الصين، التي تمكَّنت إلى حد كبير من السيطرة على الوباء، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وتجري السلطات فحوصات واسعة النطاق على عشرات آلاف الأشخاص الذين لهم صلة بالبؤرة الجديدة التي يُعتقد أنها سوق شينفادي للمواد الغذائية بالجملة، فيما صنّفت 27 حياً منطقة «متوسطة الخطر»، وحياً واحداً على الأقل «مرتفع الخطر»، وفق «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي). وأرغم الانتشار الجديد للوباء السلطات على فرض حظر السفر على سكان «مناطق تعتبر فيها المخاطر متوسطة إلى عالية»، فيما طلبت من سكان آخرين إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس لكي يتمكنوا من مغادرة العاصمة.
وألغيت 1255 رحلة على الأقل، أول من أمس (الأربعاء)، كما أفادت صحيفة «الشعب» الصينية، أي نحو 70 في المائة من كل الرحلات من وإلى مطاري العاصمة. وبحسب موقع متابعة حركة الطيران «فاري فلايت»، فإن نحو ثلثي الرحلات المقبلة إلى الصين وأكثر من نصف الرحلات المغادرة من «مطار بكين الدولي»، ألغيت الأربعاء، فيما تم إلغاء ثلاثة أرباع الرحلات المغادرة وأكثر من ثلثي الرحلات المقبلة، في «مطار داشينغ الدولي». كما حظرت السلطات الأنشطة الرياضية الجماعية، وأمرت السكان بوضع الكمامات في الأماكن المغلقة، وعلقت الجولات بين المقاطعات لوقف انتشار الفيروس.
في غضون ذلك، تقوم عدة مقاطعات بفرض حجر صحي على الوافدين من بكين، فيما أمرت المدارس بإغلاق أبوابها مجدداً والعودة إلى التعليم عبر الإنترنت. وكان الناطق باسم بلدية بكين، تشو هيجيان، حذر، الثلاثاء، من أن الوضع الوبائي في العاصمة «خطير جداً.
وبعد يوم من تسجيل عشرات الإصابات الجديدة، سارع مسؤولون لإغلاق 11 سوقاً وتعقيم آلاف المحلات المرتبطة بتقديم الطعام والمشروبات في بكين. وأعلنت المدينة عن 137 إصابة جديدة في الأيام الستة الماضية، مع ست حالات لا تظهر عليها أي عوارض وثلاث حالات مشتبه بها الثلاثاء، وفق لجنة الصحة في المدينة. وأعلنت السلطات الوطنية الأربعاء أيضا عن حالتين، إحداهما في مقاطعة خبي المجاورة وأخرى في شيجيانغ فيما هناك 11 حالة بين وافدين. وقال مسؤولون إنه منذ 30 مايو (أيار) ، زار أكثر من 20 ألف شخص سوق تشينفادي الذي يؤمّن أكثر من 70 في المائة من الخضار والفاكهة للعاصمة بكين.
وجرت فحوصات على أكثر من ثمانية آلاف عامل، ووضعوا قيد الحجر الصحي. وقبل أن يتم رصد هذه البؤرة الجديدة، كانت معظم الحالات المسجلة في الصين في الآونة الأخيرة لرعايا عائدين من الخارج.
وقال المركز الصيني لمراقبة الأمراض والوقاية منها، الاثنين، إن سلالة الفيروس المكتشفة في بكين هي من نفس «السلالة الأساسية للوباء في الدول الأوروبية»، وأفاد كبير خبراء الأوبئة في المركز، وو زونيو، لـ«شبكة التلفزيون الصينية الرسمية» بأن الفيروس انتشر «على الأرجح» من خارج الصين، أو من مناطق أخرى في البلاد.
وخلال الأشهر الأخيرة، خفّفت الصين معظم التدابير التي اتّخذتها لاحتواء الفيروس، بينما اعتبرت الحكومة أنّها انتصرت على الوباء الذي ظهر في مدينة ووهان، وسط البلاد، أواخر العام الماضي.