أكد حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، إن خطوة الإمارات في الاتجاه لتوحيد المجالس الشرعية في المصارف الإسلامية سترتقي بموقع البلاد في مجال المصرفية الإسلامية عالميا، معتبرا أن الدراسات مازالت تثبت قدرة الاقتصاد الإسلامي على النمو بأكثر من ضعف الاقتصاد التقليدي رغم الأزمات القائمة، ولكنه نصح المؤسسات المالية الإسلامية بالسير في خيار تحديث المنتجات والابتكار فيها.
وقال بوعميم، في مقابلة مع CNN بالعربية على هامش القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي التي استضافتها دبي مؤخرا، إن حديث محافظ البنك المركزي الإماراتي عن مشروع تأسيس الهيئة الشرعية الموحدة بالإمارات سيخدم المصرفية الإسلامية بالبلاد والعالم.
وقال بوعميم: “تكلمنا مراراً في السنوات السابقة عن أهمية توحيد المعايير بشكل عام على المستوى الوطني والإقليمي ومن ثم على المستوى العالمي، واليوم توصلنا إلى مراحل متطورة في مجال تأسيس مجلس شريعة موحد للبنوك والمصارف الإسلامية وحتى يكون مرجعية رئيسية في دولة الإمارات.”
وتابع بوعميم بالقول: “نأمل أن يرى هذا المجلس (الإماراتي) الضوء في أواخر العام الحالي وهذه خطوة جداً مهمة وأعتقد أنها سترتقي بدولة الإمارات في مجال المراكز العالمية في قطاع الصيرفة الإسلامية، ونأمل أن يشمل قطاعات أخرى مثل صناعة الحلال، إذ عينت دولة الإمارات هيئة المواصفات لتأسيس معايير موحدة في مجال صناعة الحلال وبدأنا نشهد نتائج جيدة على المستوى المحلي والذي نتمنى أن يتطور ليشمل المستويين الإقليمي والعالمي أيضاً.”
وأكد بوعميم تفاؤله بقدرة الاقتصاد الإسلامي على تجاوز الأزمات الراهنة في المنطقة والعالم كما حصل على 2008 عندما صمدت مؤسسات ذلك الاقتصاد قائلا: “تبين من خلال الدراسات أنه رغم التحديات العالمية والخارجة عن النطاق المحلي، فإن الأمور الحاصلة عالميا مؤثرة، سواء انخفاض أسعار البترول الذي أثر على دول الخليج، أو بالنسبة للاقتصاديات العالمية.”
وتابع بالقول: “ولكن عندما تقارن الاقتصاد التقليدي بالاقتصاد الإسلامي أثبتت الدراسات وجود نمو بما بين الضعف إلى الضعفين في الاقتصاد الإسلامي، ورغم التحديات إلا أن هنالك فرصا كبيرة يقدمها الاقتصاد الإسلامي تسمح له بالتطور بشكل أكبر من الاقتصاد التقليدي. الاقتصاد الإسلامي يركز على الاستهلاك وغالبية الاستهلاك هو المحلي مثل صناعة الحلال، ورغم التحديات إلا ان هذه الصناعات لها مستقبل نمو أفضل من القطاعات الاعتيادية الأخرى.
وحول أهمية ربط القطاعات الانتاجية الحقيقة، مثل الغذاء والأزياء والسياحة الحلال، بقطاعات الاقتصاد الإسلامي القادرة على التمويل، وخاصة البنوك، قال بوعميم: “كثير من المنتجات الإسلامية هي منتجات تقليدية، وعندما ذكرنا مراراً في الأعوام السابقة أهمية توحيد المعايير ناقشنا ايضا أهمية الابتكار في الاقتصاد الإسلامي، وأنصح البنوك الخروج عن العمل في الإطار العام المقيد والتفكير خارج الصندوق والبدء بالتفكير بمنتجات جديدة يمكن ان تفيد المستهلك.”
وختم بالقول: “ونقطة مهمة أخرى تتمثل بمحدودية المعلومات، وقد أطلق (نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي) سمو الشيخ محمد بن راشد مبادرة (سلام) التي توفر معلومات أكثر، وهي معلومات مهمة جداً بالنسبة لصانع القرار في البنوك أو المستثمر لتأسيس مشروع على أسس علمية بخلاف ما كان متعارفا عليه سابقاً.”