..
المصاب كبير، ولا نملك إلا أن نردد قول ربنا تبارك وتعالى: “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”، والحمد لله ربِّ العالمين على قضائه وقدره، انتقل إلى رحمة الله شيخ المراجل والشجاعة، وأحد وجهاء محافظة طبرجل ورمز من رموز قبيلة الشرارات الشيخ الشاعر مقبل بن مشيش القضيب الشراري يرحمه الله والذي وافته المنية مساء يوم أمس السبت في الرياض الموافق ١٤٤٥/٧/١هـ رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته، وسيظلُّ ذكره الطيب في قلوبنا.
تعجز كلماتي ويحتار قلمي عن وصف مشاعر الفقد لرجلٍ مثله، فقد كان -رحمه الله تعالى- نِعمَ الرجل التقي لربه، النقي للناس، المواطن الصالح لوطنه، كان دائم الابتسامة محبًا للجميع، وله إنجازاتٌ عديدةٌ طوال مسيرته في الوجاهه بمجتمعه وقبيلته والعمل الخيري والإنساني، وكان صاحبَ قلبٍ كبيرٍ يحمل كل محبة لكلِّ الناس، ولا يحمل في قلبه الحقد والكراهية والحسد على أحد مهما أساء إليه، كان نزيهًا يكره الفساد والغِشَّ، ومؤمناً نقيّاً بسيطًا مولعاً بحب الخير وإصلاح ذات البين؛ لذلك أحبه الناس.
والمغفور له بإذن الله تعالى خدم دينه وطنه ومليكه حيث كان من أوائل الملتحقين بالفوج الواحد والأربعين بالمدينة المنورة، حيث خدم به مايقارب ٣٥ سنة حتى تقاعد برتبة رئيس رقباء، وهو من فحول الشعراء، كما عرف عنه الكرم والمشاركة بجميع مايخدم المصالح العامة والخاصة.
احتشدت بعد صلاة العصر من يوم الأحد الموافق ١٤٤٥/٧/٢هـ جموعٌ كثيرةٌ من الناس من داخل وخارج محافظة طبرجل للصلاة عليه والمشاركة في تشييع جنازته رحمه الله رحمةً واسعه،
فقد كسبَ القلوبَ بطيب الخصال والسجايا والأفعال والأقوال.
فما أعظم حزننا عليه، وما أكبر مصابنا بفقده !
وأحسن الله عزاء أسرته الكريمة، وأحسن عزاءنا فيه، وجميع محبيه.
والبركة فيما تركه من أبناءً مخلصين، يحرصون -يحفظهم الله تعالى جميعهم-على العمل الخيري والإنساني.
نسأل الله تعالى له: واسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعله في دار خيرًا من داره، وأهل خيرًا من أهله، ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، ووالدينا ووالديهم وجميع موتى المسلمين والمسلمات، واجعل ما أصابه من المرض طهورًا ورفعة في درجاته إن شاء الله، وأن يجبر الله مصيبتنا، ويرزق الجميع الصبر والاحتساب، ويحسن خاتمتنا جميعًا.