يولدُ كُل إنسان حاملاً معه نجاحهُ الخاص، فرصته المُختلفة عن الأخرين ويظل يتخبط في طرقات الحياة ما بين سقوطٍ ونهوض، وفشلٌ ونجاح بحثًا عن تحقيق ذاته وفرصته الخاصه، يظَل يواصل السير حتى يُلاقي المنشود وإن طالت طُرقاته، وأرهقه المسير ومضى به العُمر، يظَل يسعى في طُرقات الحياة حتى يجد حُلمه ويُعانق نجاحه.
هنري فورد مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات صاحب مقولة “إن الفشل هو فرصتك الوحيدة لتبدأ مجددًا ولكن بذكاء أكبر” تم الإستغناء عنه وطردة من الشركة التي أسسها بمساهمة 15% مع مجموعة من المستثمرين بسبب ضعف الإنتاج وعدم اللحاق على إنتاج الطلبات وبالتالي أثّر ذلك على جودة الإنتاج وأدّى إلى إرتفاع السعر، وفي أحد الأيام لاحظ هنري من خلال زيارتة لأحد المسالخ كيف يتم تقسيم العمل على العمّال بحيث يبقى كل عامل في مكانة فيما يتحرك المُنتج نحوه ممّا يُساهِم في إنجاز العمل بسرعة ودقة أكبر، إستطاع بعدها هنري بذكائة أن ينقل فكرة العمل في المسلخ إلى عالم صناعة السيارات وتأسيس أول خط إنتاج للسيارات بنفس الفكرة، بحيث يبقى كُل عامل في مكانة وتسير السيارة نحوهم وكل عامل مسؤول عن تركيب القطعة أثناء مرور السيارة، ونجح هنري فورد في تأسيس شركة لصناعة السيارات التي تسير على الوقود بدلاً من الأحصنة او البخار، ومازالت طريقتة مُطبّقة في خط إنتاج عالم صناعة السيارات حتى اليوم؛ من غرفة صغيرة وعدّة تجارُب فاشلة، وسنوات من الجُهد والكِفاح والتعب والعمل أصبحت سيارات فورد تشكّل ثلث السيارات المتواجدة في العالم، وبرأس مال أكثر من 64 بليون دولار.
هاري وين من أثرياء العالم ولِد في بيئة فقيرة وعائلة تُعاني من التفكّك والعُنف الأُسري، عمِل هاري في أعمال كثيرة شاقة وهو إبن 15عام ليُعيل نفسه، وبعد عشر سنوات من الكِفاح والعمل الشاق من عملِه كعامل نظافة إستطاع هاري وين أن يُدير 130 شركة قُمامة، وإستثمر بعدها في عدّة مجالات ما بين شركات أشرطة الفيديو متنقلاً إلى وكالات بيع السيارات حتى تأسيس سلسلة من الفنادق والأندية الرياضية ونجح في إدارتها وإستثمارها ليصُبح هاري من أثرياء العالم بعد أن أمن بنفسه وقُدراتِه.
صاحب مقولة “لو مت قبل الستين لم تعرفني البشرية” الروائي والمسرحي والصحفي البرتغالي العالمي المعروف جوزيه سرماقو الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عاش في قرية صغيرة بين والدين أميّين وعائلة فقيرة جدًا وبعد تخرجة من دراستة المهنية عمل متنقلاً بين عدّة أعمال مهنيّة لإعالة نفسة، وفي عمر الأربعين إستطاع العمل في الصحافة وتم طردة مرارًا من عدة وظائف في الصحافة بسبب كتاباته، وبعد عُمر الستين حققت روايتة الرابعة نجاحًا باهرًا حيثُ تم بيع أكثر من 2 مليون نُسخة من كتاباته وتمّت ترجمة مؤلفاته إلى أكثر من 20 لغة وحتى اليوم مازالت كتاباتة تُقرأ بشكل واسع جدًا.
نعم البدايات دائمًا ما تكون صعبة، مُحبِطة وغير مُحفزّة لأنها عادةً ما تكون محفوفة بالتردّد والخوف وَعدم الثقة من النتيجة والنجاح فيها.
لكن؛
لكُل شيء نخوض غمارة في الحياة مرّة أولى تتحطم عندها كل تلك الحواجز والمخاوف التي ألقت بظلالها على عقولِنا، ولا شيء أقدر من هزيمة تلك الأفكار سِوى المواجهة وخوض التجربة، حتى وإن فشلت ستخرج بعدها بتجارب أفضل وخبرة أوسع وتبدأ من جديد.
اللذة تكمُن في أن تكتشف الطريق بنفسك، أن تكون أنت الحكم وأنت الجمهور، أنت الراعي وأنت الرعيّة.
أن تُقرر أن تُكمل المسير أم تُغيّر المسار لمسارات أكثر إتساعًا، او تقّرر أن تخترع أنت طريقًا خاصًا برحلتك ونجاحك.
وتذكر ياصديقي أن التردد عدو البدايات، وأن فُرصة البداية دائمًا متواجدة أمامك، ولكن أنت من تُطيل الوقوف عند نقطة الإنطلاق.
النجاح يحتاج لخلق الفُرص، للمثابرة، للمحاولة مرارًا، للنهوض من أكوام الفشل ولخلق نجاحات تبقى أثرًا مُمتدًا لك من بعدك لا يفنى.
وأخيرًا تذكّر ياصديقي أن الرسول بدأ وحيدًا وإنتهى بأمُّة؛ البدايات الصغيرة تجلب نهايات عظيمة.