التمريض .. العطاء الدائم 🤍
قد نتّفق ولكننا أبداً لا نختلف؛ أن التمريض هو عصب العمل الصحي وروحه، ومتنفّسُه وبَوحه، ذاك أن من امتهن هذه المهنه يضحّي بكلّ شيءٍ إلا بنا.
بعد الله هم أكسجين كلّ مريض ومصدر أمنه وأمانه، وملجأ كلّ مكلوم وسبيل فرحه وهنائه، وملاذ كلّ مصاب وسبب بُرئِه وشفائه، ونجاح كلّ طبيب ويَدُهُ وعونُه.
هب أن التمريض لم يكن؟! ماذا عسانا أن نفعل؟! وكيف نعمل؟! وإلام نشتكي؟! وبمن نقتدي ونهتدي؟! وبماذا نفخر؟!
الممرض انسانٌ ملائكيّ، يمتلك قلباً يسعُ الكون، وروحاً لو تقسّمت سعادتها لما بقي شقيّ، وضميراً حيّاً لايموت حتّى وإن لم يُتقِن.
تبدأ منهم عجلة التنمية، وطرقات النجاح، وتعرِفة التغيير والتطوير، وتنتهي إليهم خطابات الشكر، ومنصات التميّز، وعظيم الثواب والأجر.
هم السادة، ومنابع السعادة، لا يغيبون عن المشافي، ولا تخلوا منهم عيادة، يهفوا إليهم آلاف المرضى دون أن يخشوهم، فيحتضنونهم بقلوبهم قبل أياديهم المنهكة.
كطبيبٍ ومسؤول، كتب مايملي عليه عقله قبل قلبه، لملائكةٍ حقّ لنا أن نفخر بهم ونفاخر، ونحتفي بهم ونجاهر، فما قيمةُ قلمٍ لم يشارك الأقلام في انصافهم، وما عُذرُه إن لم يَخُطّ مقالاً لا يرتقي لمقامهم حتى وإن اجتهد.
فليقبلوا ومنهم العذر ولهم الشكر، وخالص دعوانا أن يحفظهم الله ويرعاهم.
د. عبدالله القرني- من منسوبي القطاع الصحي بخميس مشيط