اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الذي يصادف يوم 23 سبتمبر (الأول من الميزان) كل عام هو مناسبة محفورة في ذاكرة كل مواطن سعودي، هذا اليوم الّذي تحقّقت فيه الوحدة وأزيلت الفرقة والشتات على يد القائد الملهم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود فهو يشكل نقطة تحول في ذاكرتنا نستقرئ فيه الكثير من المعاني والقيم الأصيلة التي تشكل نبراساً للحاضر والمستقبل.
إن ما مرت به بلادنا من نقلات وتحولات تنموية على مدى 91 عاماً يكشف عن حجم الإرادة الصلبة وقوة العزيمة التي انصهرت تفاصيلها في أفعال هؤلاء العظماء الذين حوَّلوا الحلم إلى واقع فصارت معه بلادنا ترفل في أثواب النهضة المطرزة برؤية تنموية رسمت ملامح الحاضر والمستقبل وشملت في مستهدفاتها جميع القطاعات لتصل الى الهدف الأول وهو الإنسان الذي يعتبر أغلى الثروات.
لقد كانت رحلة التحول قصيرة في عمر الزمن، فمنذ اعلان مسمى المملكة العربية السعودية عام 1932 م انبرت بلادنا بقيادتها الرشيدة تسابق الزمن في مشروعها النهضوي الكبير الذي بدأت ارهاصاته الأولى منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله وسار على نهجه من بعده أبناؤه الملوك البررة رحمهم الله وصولاً الى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين واضع الرؤية وعرَّابها الذي سبق في تفكيره الذهني عمره الزمني فقدَّم مشروعا تنموياً يليق بحجم بلادنا ومكانتها الإقليمية والعالمية من خلال رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي قامت على عدد من البرامج والمرتكزات وكانت محاورها من المحطات المهمة جداً في تاريخ هذا البلد العظيم، حيث دعمت مكانة المملكة وأبرزت الثقل الاقتصادي الذي تتمتع به.
إن هذه التنمية أضفتْ جديدًا على احتفائنا باليوم الوطني، وحرَّكت الإرث الفكري الأصيل الذي استلهمه المواطنون من ماضيهم العريق وسخَّروه بدعم قيادتهم من أجل حاضرهم ومستقبلهم الذي يبشر بالمزيد من الثراء المعرفي والإثراء التنموي مستلهمين خارطة الرؤية في انطلاقتهم نحو المستقبل.
ان لهذا اليوم تقدير خاص وقيمة مضافة في قلوبنا كسعوديين ننتمي لهذه البلاد، والتي نسأل الله أن يديم عليها نعمة الأمن فهذه الدولة قامت على أساس متين ومنهج قويم ودستور قوامه الكتاب والسنة، سار عليه موحد هذه البلاد ومن بعده أبناؤه الملوك البررة الذين تعاقبوا على الحكم مستلهمين منهج والدهم العظيم، فكانوا خير من أدى الأمانة -رحمهم الله جميعًا-، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع –حفظه الله- اللذان يعملان على استشراف المستقبل المشرق لاستمرار ما قامت عليه هذه الدولة من أساس، وما يتطلعون إليه من مستقبل عظيم، وتحقيق لطموحات أبناء وبنات هذا الوطن.
وفي الختام أسأل اللهَ -عز وجل- أن يحفظ هذه البلاد من كل مكروه، وأن يُديم عليها نعمة الأمن والاستقرار في ظل قيادتها الحكيمة وشعبها الوفي. وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان وأن يمن على جنود الوطن البواسل بالنصر المبين.
بقلم/مدالله بن سالم السنيدالشراري