بيروت – إخبارية بوابتكم :
“دقة قلب” ديوان جديد باللغة المحكية للشاعرة والإعلامية أمل وجيه ناصر صدر عن دار ناريمان علوش، ابحرت بين حروفه ميممة شواطئ الشوق والحنين، مشرعة قلبها للحب، وروحها للذكريات، مرتمية بكليتها في مغامرة اكتشاف الآخر تاركة للصدفة أن تسيّر بعضًا من لحظاتها في سحر ليل ونبضات سهرة سكر فيها الفرح من عبق حب تسلم قيادته القلب ووضع العقل على ناصية النسيان…
قصائد الديوان مرآة ذات الشاعرة أمل ناصر بكل صدقيتها وشفافيتها، بحيرتها، بضعفها، بقوتها… من دون تصنّع أو مكابرة، فهي تحب الحب وتغضب في وجه النكران وتنبذ الفراق وتتمرّد لكرامة الأنثى وتصرخ بأعلى صوتها معبّرة عن تعبها ومللها من مرارة الأيام وغربة العواطف، وممسكة بكلتا يديها بدفة القرار: حب لا متناهٍ أو فراق…
حالمة هي أمل ناصر في قصائدها، تفتح شبابيكها للجمال وتبحث عيناها عن مساحة حرية تترك لخفقات قلبها رسم صورة حبيب يملأ شغافه بفيض من حنان وتناغم وإحساس… أن يكون توأم روحها المعطاءة من دون حدود…
“دقة قلب”، عالم من المشاعر والانفعالات يعيد الاعتبار إلى الصفاء في العلاقات الإنسانية ويرسم معالم جديدة في الحب، حب الحبيب، حب الأم، حب الأرض… معالم جديدة للوفاء لبيروت والشارقة وراشيا الوادي… الوفاء للصداقة لتغريد.
باختصار… الحياة عند أمل ناصر “دقة قلب”:
شو بدِّي قول وإحْكي؟
لمَّا شكيتلَّك يا قلبْ
ولمّا حكيتلَّك عَ الحب
جنّوا دقَّاتَك صارو
ميّة دَقَّة بالتكِّي
د. الياس زغيب
قدم للديوان أمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين د. الياس زغيب بكلمة جاء فيها:
“لما بيدق القلب بتفيض الروح بالحركة واللون والإيقاع والكلمة…
الكلمة شعر، والشعر نبض الكون
وبين الفصيح وشعرنا المحكي
وحدو الحلا ع وراقنا بيحكي
وبينام جرح اللون!
من ريحة تراب الأرض المجبول بدمعة الغيمة الطالعة بكّير تزور الجبل، من لهفة الزّعتر عا غمرة السمّاق وصفنة التلّة المكوّرة بحضن الخليج، زهّر أول “أوف” وخلقت قصيدة بنت بيئتنا اللّبنانية سمّوها “زجل” وخلقت معا الغنيّه…
كبروا سوا وبعد فترة، طلّت من رحم الزّجل القصيده المحكيّه، لبست عباية الحداثة والخيال، ومشيوا الطّريق ل بيوصل ع بعلبك، طلعوا الدّراج وزينوا العواميد ورسموا لوحة مجد وجمال اسما الحضارة اللبنانيّه؛ وبعدو بريقا لليوم وباقي لبكرا ولبعد بكرا يوزّع فكر وفرح للعالم…
والغنّيه اللي أساسا الكلمة، بتبلش بدقّة قلبّ!
و”أمل ناصر” سمعت الدقة، وبتعرف شروط الغنّيه منيح، وإلا مع الكلمة سفر طويل، من البيت للإذاعة للاهتمامات اليومية… “أمل” السيّده اللبنانيه الراقيه عبّرت عن دقة قلبا ببساطه ورقّه، وطلعت الدّقه من القلب للقلب لأنو البساطه والصدق والعفويه هنّي الإبداع بغالبيتو…
لهالسبب راحت عند المحكيّه، لغة الرّوح والحياة، شرعت بواب القلب ودوزنت دقّاتو ع إيقاع رشيق جسّدتو الأوزان السّريعه والقصيره اللي بتخدم اللحن اللي جايي يلبس الكلمه ويطير بجناحا.
“أمل” بشاعريّتا وحسّا المرهف، بتعرف تصطاد الفكره وتجمّد اللحظه، وتعبّر عنا بذكا وبخفة ظلّ. ومتلما عندا الجرأة تتغزّل بحبيبا الأبيض الواصل ع صهوة خيال الفرح وتعاتبو، عندا الجرأة تكسر ببعض المطارح وزن القصيده تتزيدا نغميّه وتحرّك رتابة الإيقاع. وهون بتحضرنا الموشحه الأندلسيّه، اللي انكتبت أساسًا تتخدم الغنّيه بتنويعا الإيقاعي وبخرجتا اللي كانت تخرج عن أصول اللغه ببعض الأوقات تتعمل نوع من المرح وخفّة الظلّ.
بتقرا ع صفحة “أمل ناصر” بسمتا وروحا الحلوه، وبين الفرح والحزن بتشوفا فراشه عم تنقل من زهره لزهره تتجمع عطر لقفير الكلمه واللّحن، وبآخر الرّحله بتضيّفك مفتاح… دقّ عا قلبك وفتاح باب الحلا عا سحر أوّل دقه وجرح آخر دقه!