كم يسرني عندما ارى أي انسان يضع له في حياته محطات تصحيحية ليتفقد اعماله الدينية والدنيوية وعلاقاته بالله وبالناس وحساباته المالية وكل شيء في حياته. ثم بعدها يغير المسار او يواصل المسيرة عند اطمئنانه للنتائج التي حققها او المسافة التي وصل اليها.
وبذلك فلن يندم احدنا عندما يجد اي عوائق امامه او عندما يعاكسه تيار الحياة لأنه اخذ بالاسباب وأعد العدة وقبل ذلك توكل على الله.
والبعض يعيش في هذه الحياة ويتعامل معها بسجيته الطيبه ولا يوجد لديه اي محطات توقف او مراحل تصحيحية ولايتوقع أن ميزانها الذي وزنها به سيكون يوماً ضده وكذلك لن تتغير النفوس ولا تتقلب الوجوه. فيتفاجأ بل قد ينصدم عندما يصير الصديق عدواً او يتجنبه اقرب قريب في احنك الظروف وهو كان السند بعد الله للجميع.
هنالك نوع من البشر متفردين بمزاياهم ولديهم عنفوان في شخصياتهم وقوة في ايمانهم يعيشون الحياة على كل احوالها ان اقبلت رحبوا بها وان ادبرت صبروا وفي جميع الأحوال لا يأبهون بقليل قل او كثير كثر والصديق يبقى صديقاً وان بادر بالجفاء.
لأنهم احبوا وكرهوا في الله وعند الخلوة بالله يسألونه ولا يخيب رجاءهم.
قبل ايام قليلة قابلت رجل ( كان وكان وكان وكان ) ذو فصاحة في اللسان واقدام في الزحام وكريم ابن كرام لكنني كنت سابقاً اظنه صاحب هياط لما كان يلازمه من كاريزما الزود في كل شيء.
من لطف ربي به أن ارغمه للمرور بمحطة التصحيح ليعرف قيمة الناس من حوله والمال الذي بعثره والتغير الذي اصابه وهو لايعلم.
خسر الأموال وابتعدوا عنه الرجال ولكنها لم تحطمه هذه الأهوال بل التجأ الى الله واتخذ مسار الصالحين والمسبحين والمستغفرين فأعانه وسخر له غير أعوانه وبدأت حياته تنمو من جديد ولكن بقلب جديد وتوجه مفيد.
فتغيرت نظرتي عنه من مهايطي الى الإنسان القدوة الذي يقتدي به من يصاب كيف يواجه المصاب ، وللمبتلى كيف يتعافى من البلاء
وكيف وبمن يلتجيء الإنسان عندما تحيط به الهموم والأحزان.
انها محطات ومراحل تصحيحية ان لم تختارها مبكراً فقدتأتيك فجأة.
وعندئذٍ قد تصبر وقد تودع الحياة.