سـراج عـمـر ــ إخبارية بوابة com :
استضافت منصة إعلاميي الأحساء، أمس السبت، الاستاذ عبدالحميد بن زيد الحليبي، شيخ سوق التمور بالأحساء، عضو اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية في الأحساء، في لقاء عن بعد دار حول إنتاج وصناعة التمور في الأحساء.
واستهل الحليبي، حديثه عن موسم الصرام لهذا العام، وقال كنا نتوقع هذا الموسم أن تكون الثمار أقل من الموسم الماضي، ولكن وجدنا أن الإنتاج متوازن ولا يوجد انخفاض ملحوظ، وأتوقع أن تنتج الأحساء هذا العام كعادتها حوالي 120 ألف طن من التمور، وأغلبها من نوع “الخلاص”.
من جهة الجودة، أشار الحليبي، إلى أن ثمار نوع “الشيشي” ظهرت هذا العام بجودة ممتازة، وتوقع أن تكون ثمار نوع “الخلاص” مميزة أيضاً، وذكر أن هذا العام يتميز بأن حشرة “الغبير” التي كانت تصيب بعض المزارع ظهرت بشكل محدود للغاية، وهذا يرجع لسببين، السبب الأول هو زيادة ثقافة المزارع الأحسائي وأصبح يكافح مثل هذه الإصابات بالوقاية منها، أما السبب الثاني فيعود لاعتدال الطقس هذا العام.
وأضاف الحليبي، أن الأحساء تنتج كميات كبيرة من التمور وتصدر إلى الدول العربية، ولكن أغلب الإنتاج يستهلك محلياً، ومن جهة أخرى عملية التصدير للدول الأوروبية والأمريكية تتطلب تمور جافة، وتمور الأحساء نظراً لطبيعتها لا يمكن أن تجفف، لذلك تصدر المناطق الأخرى المنتجة للتمور في المملكة أكثر من الأحساء.
وقال الحليبي، إن الفترة الأخيرة شهدت منافسة بعض أنواع التمور التي تنتج في عدد من مناطق المملكة ليست منافسة بقدر أن لكل منطقة ما يميز ثمارها، ومازالت تمور الأحساء تحتل صدارة الجودة في المملكة، نظراً لأصالتها وطعمها اللذيذ والمتميز، لا سيما نوع “الخلاص” الذي قامت بعض المناطق في المملكة بزراعته بل وقامت بعض الدول العربية بزراعته مثل مصر والعراق.
وعن المزادات التي تعقد في سوق التمور، قال الحليبي، إن المزادات إذا كانت جيدة يعود نفعها على التاجر وعلى المزارع، فكلما زادت المنافسة في المزاد ارتفعت الأسعار، وهناك صفقات عديدة مربحة عقدت بسبب منافسة التجار، حتى خصصت الأمانة منصة سمتها المنصة الذهبية، وكانت سبباً في ارتفاع مؤشر السوق.
وعن أسعار التمور، قال الحليبي، إن متوسط سعر المن (240 كيلوجرام) من التمور العادية، يتراوح ما بين 500 إلى 600 ريال، أما النوع المميز فيصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 15 ريال، وهناك أنواع ذات جودة عالية ونادرة تكون المنافسة عليها كبيرة ويتخطى سعرها إلى أرقام قد يسميها البعض خيالية.
وذكر الحليبي، أن هناك العديد من السلبيات يعاني منها سوق التمور في الأحساء التي أدت إلى تدهور حاله بعد أن كان له أهمية كبرى بالنسبة للتجار والمزارعين، يأتي في مقدمتها بعد مسافة وارتفاع تكلفة عملية نقل الثمار منه وإليه وقصر الوقت الذي يفتح فيه أبوابه، وهو ما زاد الأمر صعوبة على المرتادين عليه، إلى جانب الادارة الغير مهنية، بالإضافة إلى قيام العديد من المزارعين ببيع محصولهم مباشرة من المزرعة إلى مصانع التمور.
وعن فكرة وضع مواصفات قياسية للتمور وتصنيفها حسب جودتها، ذكر الحليبي، أن المركز الوطني للنخيل والتمور ومدينة الملك عبدالله للتمور، وضعوا تصنيفاً للتمور حسب جودتها على أسس علمية وقسموها إلى أربعة مستويات وتم اعتمادها رسمياً.
وعن الصناعات التحويلية للتمور قال ان هناك منتجات مثل الدبس وعجينة التمر والمعمول أخذت مجال كبير في الأحساء منذ القدم، وتمور الأحساء تتميز عن باقي المناطق في الصناعات التحويلية، وأشار إلى أن الدبس وعجينة التمور هي الأساس في الصناعات التحويلية وتستهلك كميات كبيرة، فيما تستهلك باقي الصناعات كميات بسيطة كالمعمول.
ويري الحليبي، أن المملكة تتصدر الدول العربية في الصناعات التحويلية للتمور، وسوقت منتجاتها على كافة أشكالها، فيما تبيع أغلب الدول الأخرى التمور كثمر فقط، مشيراً إلى تميز التمور السعودية عن باقي تمور العالم لأن لها قيمة مالية وقيمة روحية فهي من موطن النخل الأساسي، وهناك دول تصدر أكثر من السعودية لأن استهلاكها المحلي ضعيف فيما يستهلك السوق المحلي السعودي التمور بنسبة كبيرة وهو ما يؤثر على الكميات المصدرة إلى الخارج.
وعن استهلاك زراعة النخيل للماء، قال أن النخلة لا تستهلك ماء كثير لكن هناك مزارعين يسرفون ويهدرون في الماء، وهم يحتاجون إلى توعية لمعرفة كيفية الترشيد في استهلاك المياه، مشيراً إلى أن استخدام مياه الآبار في الري لها تأثير طفيف على محصول التمور والزراعة نفسها بصفة عامة، إلا أن المياه المعالجة تعطي نتائج أفضل لا سيما في النخيل والأشجار.
وكشف الحليبي، عن سعيهم كتجار تمور في الأحساء لإنشاء جمعية زراعية تعاونية ربحية خاصة بصناعة التمور، لافتاً إلى أنها شيء لابد منه لمواكبة الظروف الحالية لقطاع التمور.
وعن قيام بعض المزارعين بتحويل المزارع إلى استراحات سياحية لتحقيق عوائد مالية أفضل، قال الحليبي، أنه شيء جيد ولكن دون المساس بالنخيل والمناطق المزروعة، مع توفير استشارات هندسية لهم حتى يجمعوا بين زراعة الأراضي مع توفير نزل سياحية دون أي ضرر للنخيل.
وذكر الحليبي، عن الوضع التسويقي لتمور الأحساء لهذا العام، أن هناك ثلاث طرق للتسويق، الأولى البيع المباشر من المزارع، والثانية عن طريق سوق التمور بمدينة الملك عبدالله عندما يبدأ، والثالثة عن طريق التسويق الالكتروني .
وتحدث، عن مهرجان التمور ومزاد الصناعات التحويلية، وقال إنهما ساهما بشكل كبير في تسويق التمور وعاد بالنفع على التجار والمزارعين، لا سيما أن عدد معارض التمور في المملكة قليلة.
وثمن الحليبي دعم سمو أمير المنطقة الشرقية ، وسمو محافظ الأحساء لمهرجان الصناعات التحويلية للتمور الذي تنظمه أمانة الأحساء بشكلٍ دوري .
وعن غزو الجراد لمزارع الأحساء الذي حدث قبل قرابة الثلاثة أشهر، قال الحليبي، إن مكتب وزارة البيئة والزراعة كافحه بشكل كبير، وكان تأثيره محدود على المزارع.
وعن تقديم بعض الفنادق والجهات الرسمية في الأحساء للضيافة تمور من خارج الأحساء كالسكري، أشار إلى ، إن التنوع مطلوب، لكن الأحساء تتميز أنواعها مثل الاخلاص والشيشي والهلالي، بطعم أصيل ومميز ومؤهل للضيافة في كل أوقات السنة.