لا تُحولوا بيت الزوجية إلى سجن، فيكفي حظر «كورونا»!
المتأمل لحياة الناس الآن في ظل تسيّد كورونا في هذا الزمان 1441هـ الموافق 2020م يتكدر من حجم الخلافات التي أصابت البيوت نتيجة طول مدة الحظر وما صاحبه من ضغط وقلق وخوف، فأصبحت الحياة نتيجة المواجهات اليومية والشجارات لا تحتمل، فالزوجة دائما ثائرة، والزوج في دائرة الاتهام لتقصيره وتدخله في كثير من المسائل التي كانت ليست على باله لأنه مشغول بدوامه وتحصيل رزقه!
من أسباب ما جعلني أكتب أكثر من مرة في هذا الجانب الحيوي هو كثرة الشكوى من النساء على الرجال، وتلاحظ هذا في (الميديا) والتعليقات المرافقة لمثل هذه الرسائل الإلكترونية التي تجعل الإنسان يحتار في تحديد المسؤول عن حجم كثرة الشجارات في زمن الحجر والحظر وكورونا؟
المرأة بطبيعتها حنونة وعاطفية، ومهما بلغت قوتها سرعان ما يتحكم فيها قلبها ومشاعرها وأمومتها، ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية لتناصرها دائما، قال تعالى (وعاشروهن بالمعروف) النساء 19.
والرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالنساء، قال صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا».
ولهذا فإن لها حقوقا كثيرة في رقبة الرجل منها حُسن العِشرة والنفقة والعدل وكف الأذى وحفظ سرها والسماح لها بزيارة أهلها وألا يطمع الزوج براتبها وثروتها ومالها.
أما الحقوق المشتركة فهي كثيرة نُذكِّر ببعضها مثل:
- غض الطرف عن الهفوات.
- عدم ذكر أحدهما بسوء ولا يفشي سره.
- الاحترام والتقدير.
- المشاركة الوجدانية في الأفراح والأحزان.
- على الزوج أن يهتم جدا بقضية حُسن معاملة الزوجة، هنا مفتاح نجاح الزواج (حُسن التعامل)!
وليحذر الزوجان من تدخل الأهل والأقرباء والغيرة المذمومة والتسلط وكل آفات المعاصي!
وأرى أن ترك الصلاة والصيام وغيرها من العبادات تميت القلب، وعلى كل زوج وزوجة أن يحاسبوا أنفسهم بعد كل ذنب والعودة الى فعل الواجبات وترك المنهيات والتسامح حتى يعود الى البيت التفاهم.
٭ ومضة: تقول إحدى الزوجات لي في الإيميل: الله يخليك اكتب عن هؤلاء الرجال الذين دائما يهددون بالطلاق على أتفه الأسباب، وإذا حصل سوء تفاهم بسيط قال مهددا بالطلاق وأحيانا حتى مع ربعه يقولها (عليّ الطلاق)!
هذا لا يجوز وعلى الزوج أن يتمهل كثيرا، فالطلاق أبغض الحلال ولكن ليس بالصورة التي يُرى فيها كثير من الرجال يتساهل في لفظ (عليَّ الطلاق)!
آخر الكلام: عزيزي الزوج افهم زوجتك!
عزيزتي الزوجة افهمي زوجك! ولا تحوّلا الدنيا إلى حلبة ملاكمة!
لا تجعلا مملكتكما يسودها القلق والأسى والترقب!
ولا تجعلا حياتكما تهديدا ووعيدا!
ينبغي تجنب كلمة (الطلاق) إلا في موضعها الحقيقي الصحيح وبعيدا عن الأولاد!
٭ زبدة الحچي: تبقى قضية (السفر) قضية خاصة وأن الصيف دخل علينا ونحن نعيش جائحة كورونا والسفر محظور، فلم إثارة قضية السفر والتهديد بهذا الموضوع والكل عارف السنة ماكو سفر!
لم نفتعل موضوعا وقضية ويثار نقاش حاد وقلق حول موضوع متوقف على الأقل للشهور الثلاثة المقبلة ويمكن أكثر؟!
تقول إحدى الزوجات:
لا تسألوني عنه إنهُ طارا
مضى وأشعل في أعماقي النارا
لا تسألوني عنهُ ذبت من شجني
والحزن في كبدي قد دق مسمارا
لا تسألوني عنه حين ودّعني
شممت في قوله غشاً وأسرارا
مضى وفي أعين الأطفال أسئلةٌ
أُجيب عنها أكاذيب وأعذارا
مضى يفتش عن وجه يذوب به
حباً وشوقاً وآهات وأخبارا
مضى يجرب أحضاناً ينام بها
ينسى على دفئها الأطفالا والدارا
أيتها الزوجة أكنت في الكويت أم خارجها ليس هناك أحسن من التفاهم وتقدير الأمور.
٭ النصيحة: أيها الرجال اتقوا الله في زوجاتكم، حافظوا عليهن وأدوا حق الله فيهن، أخذتموهن من بيوت آبائهن مكرمات معززات فلا تسمح لنفسك أن تذل هذه الحرة وهي تتقاسم معك العيش في زمن كورونا وهذا الكم من القلق والخوف والتحسب والترقب! أتعرف لماذا؟
لأن الجزاء من جنس العمل وستُضرب ابنتك مستقبلا، فهل ترضى؟
عزيزي الزوج افهم زوجتك وليس معنى كلامي أن تكسب زوجتك على حساب كرامتك والتنازل عن حقوقك والقوامة!
أسأل الله عز وجل أن يرزق الجميع العقل والسعادة والفرج العاجل، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان وإياك والبخل، فالبخيل بخيل حتى بمشاعره.. الحياة الزوجية شراكة مباركة وقوامة حقة فلا تمارس العنف بكل أشكاله!
يكفينا كلنا هم كورونا.. أجلوا كل المشاحنات والخلافات..
ما أحوج الجميع الى الهدوء والسكينة وراحة البال.. في أمان الله.
إعلان
بقلم : يوسف عبدالرحمن
y.abdul@alanba.com.kw