نعم .. رحلتَ ياخالد ، نعم يا والدي رحلت وتركت بصمة شوق في قلبي وحرقات الحنين إليك بعدما توسد جسدك الطاهر الثرى ، لقد كُنت نعيم حياتنا ومصدر سعادتنا، والحضن الدافئ الذي نرتمي فيه فأنت القلب العامر بالإيمان والحنان الذي أنعمنا الله به بفيض من الطهارة والأبوة والحب الحقيقي.
رحلت ياوالدي الأطهر والأجمل والأحن وفراقك ألم وفجيعة وحزن لن يشعر به إلا من ذاق مرارة الفراق ، وتجرع مرارته ، فأكثر اللحظات ألماً عندما أقف عاجزة أمام رحيل من نحب.. كنت يا والدي كالقمر الذي يطل كل مساء يذكرنا بأن الظلام يعقبه نور فيضيء عتمة الليل والحياة لا زالت تزهو بالجمال والشهامة والنُبل.
والدي وحبيبي ..
لانملك الآن إلا الدعاء لكَ ،وأن ينزل الله على قبرك الضياء والنور والفسحة والسرور وأن يرحم الله خالد ميتاً ومازال في قلبي حياً، اللهم انزله منازل الشهداء واجعل مسكنه الفردوس الأعلى بجوار نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم.
والدي وحبيبي..
لن ننساك مادام في العمر بقية ، لن ننساك وأنت الفارس الأصيل الذي ترجل عن صهوة جواده ، لن ننساك أبداً، بعد أن تركت لنا إرثاً جميلاً تعشقه وعشقناه معك..فروسيتك ياوالدي الغالي، سنظل نتعلم من قصة مقاوم وفارس يعشق الخيل ، يدني وجهه منها، يتعانق أنفاهما، تتماهى أنفاسهما، تضيع نظرته بين شهيقها وزفيرها، وتنظر هي إلى الأفق في سلام واستسلام وخيوط الشمس تغازل شعرها الذهبي المسدل على عنقها. هي ليست لحظة رومانسية يقتنصها عاشقان بعيدًا عن الأعين، هي لقاء والتقاء بين فارس وفرسه..لن ننسى هذا كله مهما حيينا.
وفي النهاية، لا أجد ما أقوله سوى رحمك الله يا حبيبي الشيخ خالد دعيج السلمان الصباح وطيب الله ثراك وأسكنك الله الفردوس الأعلى بجانب والدتي رحمها الله بإذن الله وألهم أخوك والدنا الشيخ سلمان دعيج السلمان الصباح أطال الله في عمره وابنك الشيخ دعيج خالد دعيج السلمان الصباح وبناتك، وكل ذويك الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
بنتك
أشراف خالد دعيج السلمان الصباح
المصدر : صحيفة الوطن الكويتية