إدارة الموقع 

كشفت مجلة vice الكندية تورط الصين في بيع أعضاء السجناء الإيغور المسلمين، لزبائن أثرياء بينهم خليجيون؛ ووفق التقرير الذي نشر في النسخة الفرنسية من المجلة فإن سجينا ثلاثينيا يمكن أن يدرّ نصف مليون دولار، بسبب اهتمام المرضى الخليجيين بالحصول على هذه الأعضاء «الحلال»، التي لم يعاقر أصحابها الخمر أو يتناولوا لحم الخنزير. وتعد الأقليات المسلمة والكاثوليكية والتبتية وحتى أتباع الفالونغ غونغ أعداء للدولة الصينية بسبب معتقداتهم، ففي 2014 بدأت السلطات الصينية بتشييد معسكرات اعتقال في إقليم شينجيانغ في شمال غربي الصين، بهدف سجن مئات الآلاف من المسلمين الإيغور والقيرقيزيستان والكازاخ وأبناء قومية هوي. وفق منظمة العفو الدولية، ما يزال مليون من الإيغور معتقلين من دون محاكمة أو سبب معروف، لكن علاوة على العمل القسري في المعتقلات، تقوم السلطات الصينية وفق المجلة الكندية باستئصال أعضاء السجناء لإعادة بيعها. وكانت الصين اعترفت في أكتوبر 2018 رسميا بوجود هذه المعتقلات، لكن تحت مسمى «معسكرات التدريب والتعليم»، غير أن بعض هؤلاء السجناء لم يخرجوا أبدا من محبسهم. ووفق عدد من المحققين فإن سبب هذا الاختفاء يعود الى تعرضهم للقتل بسبب أعضائهم. وأشارت المجلة إلى أن الحكومة الصينية أطلقت في 2016 حملة واسعة لإجراء تحاليل طبية إجبارية لسكان إقليم شينجيانغ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و65 عاما بالاضافة الى أشعة فوق صوتية، ما يسمح بتحديد حجم وشكل والبنية الداخلية لأي عضو. قاعدة متبرعين بالنسبة لكثيرين، كانت هذه الاختبارات تهدف الى جمع قاعدة بيانات لمتبرعين جدد. وقد أجرى الصحافي الأميركي ايثان غاتمان لسنوات عدة تحقيقات حول موضوع استئصال الأعضاء في الصين، وبالنسبة له فإن الصين تسعى إلى مراقبة الإيغور من خلال الفحوصات الطبية. وقال غاتمان لمجلة vice إن كل الفارين من المعسكر، الذين تحدث إليهم خضعوا لفحص دم بصفة شهرية، وأضاف «يمكن أن نقول إن ذلك يهدف إلى تجنب الأمراض المعدية ولكن الأمر ليس كذلك لأن أبناء قومية الهان يشكلون أكثر من نصف سكان شينجيانغ لكنهم لم يخضعوا لأي فحص». وعليه بفضل هذه الفحوص، تمكّن السلطات من جمع كل المعلومات الخاصة بفصيلة الدم وحالة الأعضاء البشرية. وتعد الصين من الدول التي لا تعتبر فيها مدة انتظار زراعة عضو ما طويلة، على الرغم من أن الثقافة الصينية تشدد على أهمية الاحتفاظ بالجسم سليماً بعد الموت وعدم التبرّع بالأعضاء. وعلى الرغم من أن التبرع ليس شائعا في الصين، فإن المتبرّعين متوافرون دوماً، فكيف تحصل الصين على هذه الأعضاء البشرية؟ ويقول أنفر توهتي، وهو طبيب سابق من الإيغور، قام باستئصال أعضاء عدة من سجناء، حُكم عليهم بالاعدام في 1995: إنه فر منذ ذلك الحين من الصين بعد أن أمره رئيس قسمه باستئصال أعضاء بشرية؛ ويضيف: «كنا ننتظر إطلاق النار حتى ننزل من السيارة وأنا وعدد آخر من الأطباء، كان هنالك عدد كبير من الجثث الممددة على الأرض، وطلب مني المسؤول استئصال كبد وكلية، ثم قال لي بعد أن أخذهما: انس الأمر». عروض على الإنترنت لفتت المجلة الكندية إلى أن بعض هذه الأعضاء البشرية يستخدم لسد احتياجات الصين، والبعض الآخر يباع في الخارج، وبما أن أصحاب هذه الأعضاء من المسلمين، فقد استهدفت الصين العالم الاسلامي خصوصا لشراء هذه الأعضاء، التي لم يسبق ان اختلطت الدماء التي تجري فيها بالكحول أو لحم الخنزير. ويقول: إيركين صديق مستشار مؤتمر الإيغور العالمي وأحد الأوائل الذين تحدثوا عن وجود عمليات بيع أعضاء بشرية حلال. ويضيف «مؤخراً، سمعت أن الحزب الشيوعي الصيني بدأ بنقل كمية كبيرة من أعضاء الإيغور بين شنغهاي وعدد من دول الخليج؛ الحكومة الصينية تقوم بالترويج لهذه الأعضاء الحلال في هذه المنطقة، من أجل استقطاب المسلمين». ويسهل على الأجانب العثور على الإنترنت على عروض في عيادات خاصة صينية؛ إذ تحاول مستشفيات عدة استقطاب المرضى الدوليين بمساعدة إعلانات باللغة الانكليزية، والمسلمون هم الفئة الأكثر استهدافا. ويقترح مستشفى تونغشانتانغ في بكين على مواقعه على الإنترنت زراعة الكلى، وعلى قناته على «يوتيوب»، يمكن أن نرى الفضاء الذي خصصه للمسلمين من أجل الصلاة، علاوة على مطعم حلال للمرضى. وبالنسبة الى الصحافي ايثان غاتمان، فإن الأعضاء الحلال موجهة لبيعها للمسلمين. ويضيف: «الأمر سهل، المستشفيات الصينية تبيع الأعضاء. والمسلمون الذين يحتاجون الزراعة، يقومون بشرائها». ‏تحميل الإعلان   ولا تظهر أي معلومات عن أسعار البيع في هذه المواقع، لكن في 2006 اقترح مستشفى صيني، على سبيل المثال، كبداً مقابل 100 ألف دولار، ووفق مصادر المجلة، فإن سجينا في الثلاثين من العمر يمكن أن يدرّ بمفرده نصف مليون دولار. طيلة سنوات عدة، كان مستشفى تيانجين المركزي مستهدفا من قبل الجمعيات التي تناضل ضد الاتجار بالأعضاء. وكان موقع المستشفى يقترح على الأجانب نسختين بالعربية وبالإنكليزية. ويقول الصحافي الأميركي إن هذا المستشفى يقترح 5 آلاف عملية زرع سنويا. ويضيف: «لقد جمعت شهادات وأدلة عدة على العدد المتزايد للمرضى القادمين من دول الخليج، هذا المستشفى تمت ترجمة اسمه أيضا الى اللغة العربية، حتى يتكيّف مع المرضى الجدد». نقل الأعضاء في شينجيانغ، يسمح مطار كاشغار بنقل الأعضاء؛ ففي أرضية المطار تمكن ملاحظة المسلك المخصص لنقل الأعضاء باللغتين الصينية والإنكليزية، ويقول الطبيب أنفر توهتي، وهو من الإيغور في مقابلة مع الصحيفة الكندية: «يوجد هذا المطار في منطقة كثيفة السكان، وهذا أمر غير منطقي، كان الأمر سيكون منطقيا في ضاحية هونان، ولكن شيتجيانغ تعد 25 مليون نسمة فقط، من أين تأتي كل هذه الأعضاء؟». لكن ليس ضروريا أن تكون مسلما حتى تتمكن من الحصول على عضو بشري بسرعة وبصحة جيدة، ذلك أن المانح لم يستهلك الكحول إطلاقا. ومؤخراً، فرضت دول عدة، مثل المملكة المتحدة والنرويج وإيطاليا وتايوان وأسبانيا والكيان الصهيوني، ضريبة على مواطنيها الذين يرغبون في زيارة بلد آخر من أجل زراعة الأعضاء، وعلى الخصوص الصين. وعمل ايثان غاتمان أيضا على عمليات اختفاء قسري في شينجيانغ، ويقول إن حوالي 25 ألفاً من الإيغور، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و35 سنة، يتم قتلهم سنويا، من أجل أعضائهم، وأوضحت المجلة أن الجثث تُحرق في ما بعد، للتخلص من كل الأدلة. ومن الحجج التي أوردتها المجلة الكندية لتأكيد روايتها مدة انتظار عملية زراعة الأعضاء في الصين، والتي تصل الى 12 يوماً، مقارنة بـ 3.6 سنوات في الولايات المتحدة، في حين أشارت الى أن ملف المتبرعين بالأعضاء في الصين يحتوي على 373 ألف شخص فقط مقابل 145 مليوناً في الولايات المتحدة، في حين يمكن لبعض المرضى المستفيدين من الزراعة معرفة التاريخ الرسمي لعملية الزراعة.