أحمد عايض الشراري – إخبارية بوابتكم :
ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر النبطي، احتضن قصر الثقافة في الشارقة الندوة النقدية المصاحبة بعنوان “الشعراء المكرمون”، تحدث فيها علي العبدان، وجمال الشقصي، وفهد المعمري، ومريم النقبي، فيما قدم لها الإعلامي حميد المزيني، بحضور جمع من الشعراء والمثقفين والمهتمين بالكلمة.
بدأت الندوة مع الناقد والفنان التشكيلي علي العبـدان بتقديم قراءة حول مسيرة الشاعر سيف بن حمد بن سليمان الشامسي وعرض سيرته الذاتية وارتباطه بالشعر منذ الصغر كالعديد من الشعراء الذين ولدوا في بيئة شعرية، وأشار إلى أن “الشاعر استمع في مجلس والدِه لقصائد كبار الشعراء، وأخذ يتذوق الشعر ويحفظه، حتى بدأ هو كذلك في نظم الشعر، وكان لوالدهِ أثرٌ كبيرٌ في هذا المسعى، وفي الخمسينيات كتب سيف بن حمد بن سليمان أول قصيدةٍ له، وكانت رداً على أحد أصدقائه.:
وتطرق الباحث في الحديث عن الأشكال والأوزان الشِعريّة في قصائد الشامسي الألفية، الردح الممدود الذي جاء في 44 قصيدة. والردح الواقف، والوافر والرجز مع ذكر أمثلة كثيرة..
وتناول العبدان موضوعات الشاعر وأغراضه المتنوّعة، قائلاً “بعضها معاصر، لكنّ أكثرَها جاء في الغزل“، مشيراً إلى أن الشاعر في هذه القصائد متصرفٌ ومتفنِّنٌ في بيانهِ ووصفه، كما تحدث عن حرصه على تبسيط وتسهيل لغة الشعر، وتدفق المعاني، مع الحرص على الإيجاز غير المُخِلّ، وكثرة الأوصاف البليغة، التي لا تحتاج إلى شرح أو توضيح.
“امتداد للمدرسة التقليدية“
قدم الباحث فهد علي المعمري في التراث الإماراتي قراءته عن مسيرة الشاعر الراحل الشاعر حمد علي المزيني وبدأ بالحديث عن سيرته الذاتية ونشأته وبداياته والظروف التي دفعته لعدم إكمال دراسته، وزواجه وعمله، وموهبته إلى أن أطلق شاعرنا العنان لموهبته الشعرية، وانضمامه السريع في المجتمع الثقافي والأدبي في ذلك الوقت، وأشار إلى أن هذا الحضور الثقافي والأدبي والشعري، دفعه إلى المزيد من العطاء، والمزيد من الحضور، فكان نتاج ذلك أن أصبح المزيني عضوا في برنامج مجالس الشعراء..
كما قدم قراءة في قصائد المزيني والأغراض الشعريةالتي يقدمها ومنها: الغزل والوصف والمدح والوطنيات والاجتماعيات والحكمة، وشهرته بالقصائد التوعوية. قائلاً “يعتبر الشاعر امتداداً للمدرسة التقليدية التي حافظت على نمط واحد، تهيمن على أوزانه وزن الردح والونه، وتطرق إلى التكرار الجميل الذي يميز قصائده“.
وختم بتحية لروح الشاعر الذي فقدته الساحة الأدبية وطلب جمع كل كتاباته المنشورة في جميع وسائل الإعلام الإلكترونية وطباعتها.
“سندباد القصيدة“
ومن جهته قدم الشاعر جمال الشقصي قراءته حول مسيرة الشاعر المكرم محمد مسعود الأحبابي وأطلق عليه سندباد القصيدة، الذي يشبه بحر قصيدته في شخصيته، وتفرده في زمنه عن من حوله، واعتبر أن انعزاله عن المجاميع هو سبب تفرده، ووصفه بشاعر الحكمة وشاعر الثقافة، مشيراً إلى أن تجربته الشعريةاختصت في جانبها الفني والبنيوي على اعتماد “المربوع” تارة، وعلى تقطيعةِ وتفعيلة الشطر المجروس ببحور الونة والهجيني القصير تارةً أخرى، قائلاً “هو ما يجعله من بين أهل الاختصاص في هذا الجانب؛ عطفاً على خلوّ تجربته الشعرية – شبه التّام – من البحور المعتادة التي يطرقها النسبة الغالبة من شعراء الساحة الشعرية، مثال بحور المسحوب والمنكوس والحداء، وغيرها“..
وتطرق الشقصي إلى ديواني الأحبابي (رباعيّات) و(وسميّات) والسمات الجمالية في نصه، وذكر أن المتلقي يحتاج أن ينتهج فن التفكيكية ليجوب معالمه، وفيضُ الغزل، وانهمار البلاغة فيه، موضحا أن نجاح المزيني في ترجمة ديوانه (رباعيّات) إلى الإنجليزية، ما هو إلا تأكيد على إبداع الشاعر.
وختم بإعطاء أمثلة من قصائده ورباعياته المدهشة، وقدرته في صنع الفارق في المفردات وهو يسمو بلغة الوصف بلاغياً.
وكان الختام مع الشاعرة مريم النقبي التي تناولت الحديث عن مسيرة الشاعرة عليــاء جــوهر شاعرة الوجدان والشجن. حيث عرضت مكانة الشاعرة في ما اسمته _الجيل الذهبي_ وسيرتها الذاتية والشعرية، منذ بدايات بروز الشاعرات في الإمارات.
وقال :” كانت إحدى الشاعرات اللواتي ساهمن في تمهيد أرضيةٍ صلبة للبوح والشعر والإبداع لمن جاء بعدهن“. وفي حديثها عن البدايات تحدثت النقبي عن حضور الشعر في أسرة جوهر فخال الشاعرة (سعيد بن زبر) كان أحد الشعراء المعروفين في وقته، وكان له مجلس يرتاده كبار الشعراء في ذلك الوقت، هذا من جانب الوراثة لديها.
ثم ذكرت المحطات الهامة في مسيرة الشاعرة، ودور أندية الفتيات بالشارقة في صقل موهبتها، ومعاناتها، واتجاهها لكتابة قصائدها بأسماء مستعارة مثل”الميسونه، وحمده هلال“. .
كما تحدثت عن مشاركة الشاعرة في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية خارج حدود الوطن، فكانت خير سفير بحضورها وأشعارها، وتميزها بغزارة نتاجها الشعري وتعدد كتاباتها في مجالات أخرى غير الشعروإصداراتها.
كما تطرقت للأغراض الشعرية، كحضور الوطن في قصائدها، وكذلك القصائد الاجتماعية والوصف والنصيحة، إلا أن الشعر الوجداني كان له النصيب الأكبر في تجربتها الشعرية. ثم عرضت نماذج من قصائدها وقراءة مختصرة فيها في بعض منها.