تتساوى الفرص بين الخسارة و الربح فتختار المقايضة بأقل الربح أو الرضى بأقل الخساير !!
ولايستوي ذلك إلا للفاهم الحاذق ، وذلك إن وقع الفأس بالرأس أو يقع في فخ المفاجئة و هذا هو السبيل الذي ينطوي عليه بناء هذا المقال ! .
لقد تفاجأ العالم بالفايروس وبغت به بوقت وجيز و ربما بهت من فضاعة ما آل اليه المجتمع و الدول و العالم بأسره ، فالناس في قرارة تعاملاتها تخالف ماتتحدث عنه في إعلامنا و بين حالاتنا في التواصل الإجتماعي و يتضح جلياً في دخولنا لوزاراتنا أو التجمعات العامة "نعود بحذر " ولكن أين الحذر !! ، إن مانشاهده من التقيد بالبروتوكولات بلا شك أيها السيدات و السادة يخضع الى قوة قاهرة واضحة للعيان ، وإلا فأين البروتوكول الشخصي و أين المحفز له ، لايسئم الإنسان من دعاء الخير فيرزقه الله رزقاً و يحمدالله إما بوليمة دسمة ، أو مناسبة يدعو أحبائه ، فيجتمع على الصينة عشرة أو يزيد ، يرتصون الكتوف لأكل الكتوف و ينهشون و يتقاسمون الشحوم و اللحوم، و إذا حضرت الصلاة تباعدو !!! .
يعرفون أن التباعد يقيهم الإنتقال والعدوى ، صدقوا أيها القارئون أنهم يلبسون الملاثم أيضاً ! ، وعند مغاسل المعزب يتضاحكون و يتجاوبون طرباً ، هذه عاداتنا في معظم ما يدور حولنا في الإجازة و هذه عادة غير عادلة والله . يقيمون للتعليمات الصحية و الإجراءات الإحترازية وزنها ، وفي الخلوات ينطحون الخشم بالخشم و يلامس بالسلام الخد بالخد
نحن العرب من أفضل و أدهى البشر و عندنا من الأحاديث مايثبت ذلك " لايلدغ مؤمن من جحر مرتين " و يقول الطاهر بن عاشور : الإيمان يزيد الفطنة ، لأن أصول اعتقاده مبنية على نبذ كل ما من شأنه تضليل الرأي ، وطمس البصيرة) .
نحتفظ برباطة الجأش عند المصيبة و ما أجدر أن نحافظ على سلامتنا وسلامة غيرنا ولاتقع -بإذن الله- مصيبة العدوى . الإعتذار لكم عن طول المقال ولكن نرجو أن لاتطول أيام الكورونا ، ولنشعر بهذا الهاجس الداخلي و البرتوكول الشخصي ، لماذا نخاطب العقل و ننسى احتياجنا لمصارحة أنفسنا بأننا مقصرون في التباعد الإجتماعي .
.
كتبه من عمق الكلمة
لافي هليل الرويلي